الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الشمس و الظلال
Dear Stranger

الكاتبة : آن هامبسون
-------------------
الملخص
------------
المتجهون نحو اقدارهم يقفزون كالخيل فوق حواجز خشبية او نارية ، و كثيرا ما يسقطون قبل اللقاء الرائع.... لكن في هذه القصة تلعب حبكة القدر لعبتها العجيبة ولا يبقى امام كارلوس وساره سوى حاجز واحد ولو انه معنوي. فهل تزوج كولن من انولا بلا حب كي يفسح لهما المجال وزواجهما كان مستحيلا من دون ان توافق انولا على فسخ خطبتها من كارلوس؟ وكاتب الاسفار جبلبير برود هورست كيف يكمل حياته المهنية بعدما تزوجت سكرتيرته التي باتت اقرب اليه من اي انسان؟  
----------------------------
الفصل الأول : الأخ ليس أخا
----------------------------
كان معظم سكان مدينة براكهورست مجتمعين في القصر الذي اضيئت كل جوانبه للاحتفال بذكرى الزواج الذهبي لجدي كولن . النوافذ مشرعة في تلك الليلة من ليالي نيسان(ابريل) ، الحارة بصورة غير اعتيادية . اريج الزهور ينبعث من الحديقة الواقعة على امتداد الممر الطويل . كولن وسارة تركا الراقصين وجلسا على الشرفة . جاء خادم حاملا صينية المشروبات المنعشة وقدم لهما المشروب . هز كولن رأسه وقال : " خمسون سنة زواج . هل تعتقدين انهما كانا سعيدين كل هذه المدة ؟ " بريق فرح ارتسم في عيني سارة الرمادتين واجابت : " أي جواب تنتظر مني ؟ انت تعرف جيدًا اني لست بفتاة عاطفية " نظر اليها عميقًا ومطولا ثم قال: " تهمك مهنتك قبل أي شيء اخر ، اليس كذلك ؟ انت من النوع المثالي للمرأة المستقلة ، الواثقة من نفسها . . لكنك ستدركين يومًا بانه سينتهي بنا المطاف الى الزواج " . راحت تداعب اسفل كأسها بشرود وتقول : " هل تعتقد ذلك " " سنكتشف يومآ باننا نشبه بقية الناس " " وننجذب الى الزواج والاولاد ومباهج الحياة " . ادارت وجهها ضاحكة . . فكشفت الاضواء الاتية من الغرفة عن بشرتهاوملامح وجههاالمرسومة بأتقان . وشعرها القصير الاشقر المعقود فوق جبينهاالعريض المالس . " سأعلمك بالامر عندما اشعر باكتمال هذا التحول " " سأكون في رأس اللائحة اليس كذلك ؟ " " ليست هناك لائحة " اصبحت نظرة الفتاة حالمة . امام عينيها برزت صورة شاب عملاق اسمر ومتين ، وجهه يوناني جميل وعيناه خضراوتان ساحرتان . كيف اصبح الان ؟ لا شك انه تجاوز الثلاثين من عمره . اذا التقيا فسيكونان غريبان . . فقد اختفى منذ تسع سنوات دون ان يترك اثرًا . . كانت سارة في السادسة عشرة من عمرها وكارلوس في الحادية والعشرين . منذ طفولته كان صبيًا باردًا ومتهكمًا ووقحًا . انها تتذكر من جديد عينيه القاسيتين ، وصوته الهادىء والحاد . . قاطع كولن احلامها وسألها : " بماذا تفكرين " رفعت عينيها نحوه فقال : " لاتقولي شيء ، اعتقد اني حزرت . تفكرين بعملك ، فلا شيء غيره في ذهنك " ظهرت ابتسامة على شفتي سارة وقالت : " في الحقيقة كنت تائهة في الماضي " رمقها بنظرة تساؤلية وقال : " هل كنت تفكرين بوالديك " هزت رأسها بشرود فلم يلاحظ رفيقها هذه الحركة . فاضاف : " لا تتكلمين ابدًا عن نفسك او بالكاد . كل ما اعرفه هو ان عائلة يونانية قبرصية قد تبنتك . وقتل والداك بالتبني في حادث طائرة عندما كنت في الثامنة عشرة من عمرك . كما قلت لي ايضًا انه كان لهذه العائلة ابنًا لم يظهر من مدة طويلة . هذا كل ما اعرفه عنك " حملت سارة كأسها لكنها لم تشرب منه شيئًا . فهي وكولن اصدقاء منذ ست سنوات . اي منذ الفترة التي بدات فيها العمل عند عمه الكاتب الشهير جيلبير هولغروف الذي يؤلف كتب الاسفار المشهورة في العالم كله . كانت سارة تحب عملها لانه يتيح لها السفر . تنزل بالفنادق الفخمة وتلتقي بالاشخاص المثقفين والممتعين . واينما ذهبت يكون لها اصدقاء جدد ، سعيدة وراضية على قدرها ، تشكر السماء لان جيلبير اختارها من بين خمس عشرة فتاة لتكون سكرتيرته الخاصة . السنة الفائتة ذهبا الى تركيا ، والسنة التي قبلها امضياها في مصر ، وبعد اسبوع سيذهبان الى قبرص . وهناك سيسكنان في فيلا واسعة في قرية في الجبل تدعى لابيتوس . انه مكان اخضر حيث الشلال ينبثق من الصخور الكلسية ويروي الارض القاحلة . وسارة تنتظر هذه الرحلة بفارغ الصبر ، خاصة لانها تزور الفنادق في اقامتها هناك . وحسب الصور العديدة الملونة ، وادركت سارة ان الفيللا التي ستسكنها مع الكاتب هي من افخر ما بني في ارجاء منطقة كيرينيا . تقع الفيلا على سفح جبل مرتفع . بيضاء ودارها مبني على عواميد وقبب . الشرفات تحيط بها وكذلك حديقة رائعة تنمو فيها اشجار النخيل وعدد لا يستهان به من الاشجار الوارفة الغريبة . الغرف الاساسية تطل من الجهة الشمالية على منظر رائع للقرية . واشجار الحمضيات المختلفة الانواع تمتد حتى الساحل الرملي وما بعد البحر المتوسط ، حتى جبال تركيا . وهذه الفيلا تخص صديق جيلبير الامريكي الثري . اعاره اياها لانه سيقوم بزيارة طويلة الى كاليفورنيا . قاطع كولن حبل افكار سارة وتنهد من دون صبر . انه دائما معها عندما تكون في انكلترا خلال زيارة قصيرة . وتتكل عليه ليرافقها الى الزيارات والسهرات . ومنذ وقت قصير بدأت سارة تشعر بضرورة التحدث اليه عن مشاعرها وحياتها الخاصة . بدأت تقول والكأس تدور بين اصابعها بشرود : " ترى الامر غريبا ان تكون العائلة التي تبنتني من الجنسية القبرصية اليونانية . . . " " طبعًا وكم رغبت في ان اطرح عليك بعض الاسئلة حول حياتك الخاصة ، لكنك كنت تفهميني بطريقة غير مباشرة . انك مصرة على عدم الكلام في الموضوع " نعم ، كولن على حق . لقد حافظت على صمتها لانها كانت ترغب في نسيان مرحلة غير فرحة في حياتها ، لكنها اليوم قررت بدء الكلام . فاخبرت كولن ان والدتها ماتت بعد ان جاءت بها الى الحياة . وبعد وقت عرف والدها انه مصاب بداء لا دواء له . ومن شدة قلقه ، الح على اصدقائه القبارصة ، بانوس وستللا انجلوس ، ان يتبنيا ابنته . كان بانوس عراب سارة ، وبالنسبة الى المواطن القبرصي ، يعني تحمل مسؤولية كبيرة . فعليه ان يربي الولد الذي يرعاه اذا تيتم . وبما ان بانوس وزوجته كانا قد حصلا على الجنسية البريطانية ، تم التبني بسهولة . ولم تعش مع والدها بعد التبني اكثر من شهر واحد ، أي الى حين وفاته من جراء مرضه المزمن . قطب كولن حاجبيه وقال : " يا لهذه المأساة ، اذا انت لا تتذكرين والديك الحقيقين " اشارت سارة له بحركة سلبية . سكت برهة ثم فوجىء بتعبير غريب يرتسم على وجه الفتاة . فسألها بفضول: " هل كنت سعيدة مع العائلة الجديدة " احمرت قليلا وفكرت بانه ربما اخطأت في التحدث عن اسرار حياتها الماضية . كيف باستطاعتها التحدث عن والدي كارلوس من دون ان تنتقدهما غير انه كان من الصعب ان تتراجع وتعدل عن مواصلة الحديث ، اكملت تقول : " والدي بالتبني كان لديهما ولد . . في الخامسة من عمره " قاطعت نفسها ومر على وجهها بريق ندم وحسرة ، ثم تابعت تقول : " لو كان كارلوس اصغر سنًا او اكبر مما كان عليه ، لربما كان الوضع مختلف " وضعت سارة الكأس الذي لم تشرب منه ، على الطاولة واضافت : " لم يكن والداه قد صمما على انجابه . . . " قاطعها كولن قائلا : " كيف تمكنت من معرفة ذلك ؟ " " انه مجرد حدس واستنتاج . فهمت الامر بعدما كبرت ، عندما كنت ابحث في داخلي لماذا كارلوس وانا لم نحب بعضنا " " هل هذا هو السبب لعدم حدوث مقابلات بينكما الان ؟ " هزت رأسها وتابعت : " تزوج بانوس من ستيلا عندما كانا بسن الثامنة عشرة ، وبت متأكدة انهما ندماعلى الانجاب ولم يمر سنة على زواجهما . ولما اصبح كارلوس في سن التفهم ، ادرك بصورة غريزية ان والداه لم يرغبا به . نما وكبر بعيد عن حنانهما . منذ ولادته كانت تهتم به مربية خاصة جاءت خصيصًا له

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع